[center]
--------------------------------------------------------------------------------
معجزات النبي عليه الصلاة والسلام
[size=18]النبي محمد صلى الله عليه وسلم
معجزات مع النبات والحيوان والجماد
1. انشقاق القمر
قال تعالى:{ اقتربت الساعة وانشق القمر* وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم, وكل أمر مستقر*} القمر 1-3.
كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعلى الأنبياء جميعا, أن يتحملوا تبعات رسالاتهم, ومن تبعات هذه الرسالات ومسؤولياتها الشاقة هو جدل الكفار وطرحهم أسئلة تحتاج إلى إعجاز من الله سبحانه عز وجل, وكم أعطى الله عز وجل لأنبيائه من المعجزات والآيات, ومنهم موسى عليه السلام, فقد شق له البحر, وجعل عصاه ثعبانا ضخما يبطل سحر السحرة, ويزعج فرعون ومن معه, وجعل له الجبل يطير في الهواء.. وصالح الذي أتاه الناقة.. وغير ذلك.. وهنا نجد أن القرآن قد أورد كل هذه المعجزات في قصصه.
ومما روي أن أهل مكة شأنهم شأن غيرهم من الأمم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية أو معجزة, فأراهم عليه السلام القمر شقين!!
قال رجل اسمه مطعم من أهل مكة: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين أو جزئيين جزء على هذا الجبل, وجزء على هذا الجبل.
ترى ماذا قال الكفار عن هذه المعجزة العظيمة؟ أجعلتهم يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, أم يصرّون على كفرهم؟ لم يصروا على كفرهم فقط بل أنهم اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا حجتهم الواهية, قالوا: إن محمدا قد سحرنا!! ظنوا أن هذا سحر, ورفضت عقولهم الإيمان فنزل قول الله عز وجل:{ اقتربت الساعة وانشق القمر}.
2.الدعاء ونزول المطر
كانت مكة بيئة صحراوية لا ماء فيها ولا أنهار وتعتمد اعتمادا كبيرا على المطر, وكذلك كانت المدينة إلا أن المدينة كان بها بعض الآبار لكنها لم تكن تكفي إلا لشرب الناس فقط, ومن هذه الآبار "بئر حاء" الذي اشتراه أبو طلحة الأنصاري وأعطاه هديّة للمسلمين, وذلك عندما نزلت الآية الكريمة التي تقول:{ لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون}.
ومرت بالمدينة أيام أصاب المسلمين قحط شديد, بسبب قلة المطر, فدخل رجل المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يخطب في الناس, فظل الرجل يمشي حتى جاء في مواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم, وقال للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فادع لنا الله يغيثنا.
لقد طلب الرجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الغوث بالدعاء إلى أن ينزل الله المطر عليهم.
رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال:
"اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا". رواه البخاري.
كان أنس بن مالك في المسجد, مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة, فقال أنس والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيء, وما بيننا جبل سلع, وهو جبل داخل المدينة, فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس, فلما توسطت السماء انتشرت, ثم أمطرت, والله ما رأينا الشمس ستة أيام) ومرت الأيام الستة وفي يوم الجمعة التالي دخل رجل آخر من الباب نفسه الذي دخل منه الرجل في الجمعة السابقة, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس وقال الرجل للرسول:
يا رسول الله هلكت الأموال, وانقطعت السبل ادع الله أن يمسكها.
أي أن الأمطار, من شدتها, قطعت الطرق, وبدأت تؤذي الماشية والزرع, فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال:" اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال, ومنابت الشجر" تاريخ الطبري ج3 ص 71, سيرة ابن هشام ج3 ص 355, السيرة الحلبية ج3 ص 10.
والآكام التي يقصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث هي التلال الصغيرة المرتفعة. وما إن انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الدعاء المبارك حتى انقطع المطر وخرج الناس يمشون في الشمس.
وكانت هذه معجزة نزول المطر بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
]الماء ينبع من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الكثيرة الذي يدل على صدق نبوته ورسالته, فالإنسان يعرف دائما ويعقل أن الماء له منابع منها الآبار والأنهار, وفي هذه المعجزة يروي أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الماء كان ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال أنس رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد حانت صلاة العصر, والتمس الناس الماء للوضوء, فلم يجدوه, وكان عددهم قرابة ثلاثمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأتي رسول الله بماء للوضوء في إناء, فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء, وأمر الناس أن يتوضئوا).
يقول أنسفرأيت الماء ينبع من بين أصابعه, فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم) فسأل رجل أنسا راوي القصة فقال: كم كنتم يا أنس؟
قال أنس زهاء ثلاثمائة رجل.
هذه معجزة ظاهرة, لا يستطيع بشر أن يأتي بها, وقد اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي معجزة تدل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم, إذ شهدها الناس في مكان عام وبعدد كبير بلغ الثلاثمائة رجل تقريبا.
1. بئر الحديبية وفيضان الماء
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدا مكة لزيارة بيت الله الحرام, وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة, وكان رسول الله لا يبغي حربا ولا قتالا ولكنه دعا المسلمين للنصرة والنجدة ودعا من حوله من قبائل الأعراب خشية أن تعترضه قريش بحرب, أو يصدوه عن البيت , فتثاقل عنه الأعراب وقبائلهم, فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار, ومن لحق به من العرب ليس معهم من السلاح إلا السيوف في أغمادها وساق معه الهدي, وهو الماشية التي أراد إهداءها لمكة من النعم وأحرم بنيّة العمرة وهي الطواف والسعي بين الصفا والمروة فقط.
والفرق بين الحج والعمرة أن العمرة تجوز للإنسان في السنة كلها, بينما الحج له وقت معروف من السنة, مع زيادة بعض الأعمال.
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بأقصى الحديبية, وهي مكان أو موضع بينه وبين مكة مسافة قريبة, سميّت مرحلة واحدة من السير.
ولما علمت قريش اعترضت على دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ومنعته من ذلك وجاءت الأخبار تقول أن كفار قريش قتلوا الرجال الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستئذان في دخول مكة ومن بين هؤلاء عثمان بن عفان, فبايع المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم, عندما نادى المنادي قائلا: أيها الناس, البيعة البيعة! فثاروا إلى رسول الله, وهو تحت الشجرة فبايعوه على القتال حتى النصر, ولذلك فقد أطلق عليهم أهل بيعة الرضوان وأنزل الله فيهم قوله تعالى:{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} الفتح 18.
وفي هذا اليوم العظيم يوم الحديبية, حدثت معجزة عظيمة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم, فقد كان بالحديبية بئر ماء استطاع أصحاب أهل بيعة الرضوان وكان عددهم ألفا وأربعمائة رجل, استطاعوا أن ينزحوا الماء من البئر حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء واحدة, ولذلك فقد خاف الناس العطش من قلة الماء, فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجاء عليه السلام, وجلس على حافة البئر, فطلب قليلا من الماء فجيء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فتمضمض منه, ومجّ ما تمضمض به في البئر وأصحابه ينظرون.
وما هي إلا لحظات حتى بدأ البئر يضخ الماء فيعلو ويعلو فأخذ الناس يسقون الإبل والماشية ويشربون هم ويملئون أوانيهم بالماء, وأدوات حمل الماء عندهم, ونحن نعرف أن عددهم كان ألفا وأربعمائة رجل, وهم من الصالحين ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه عندما أطاعوا رسوله الكريم وبايعوه على التضحية بأرواحهم في سبيل دينهم ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت هذه معجزة وآية نبوية صادقة تدل على مكانة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه عند ربه, لأنه رسول الله حقا وصدقا..
2. انقياد الشجر له عليه السلام
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي مشهور يعرفه المسلمون جيدا, كان صادقا وفيا لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وها نحن نسمع هذه المعجزة التي رواها جابر بن عبد الله في صحيح البخاري ومسند أحمد, ترى ماذا قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه؟
قال: سرنا مع النبي صلى اله عليه وسلم حتى نزلنا واديا واسعا رحبا, فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته, فسرت خلفه, واتبعته باداوة فيها ماء, أو إناء فيه ماء, فنظر عليه السلام فلم ير شيئا يستتر به وإذا شجرتان بشاطئ الوادي, فانطلق عليه الصلاة والسلام إلى أحدهما فأخذ ببعض أغصانها وقال:"انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش ( أي الملجم بعود في عظم الأنف لينقاد به البعير) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعضا من أغصانها وقال:" انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما, وجمع بينهما أي جمعهما, وقال عليه الصلاة والسلام:"التئما عليّ بإذن الله" فالتأمتا.
قال جابر: فخرجت أعدو بشدّة مخافة أن يحس بقربي فيبعد, فجلست أحدث نفسي فحانت مني التفاتة, فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان افترقتا, وقامت كل واحدة منهما على ساق...
هده هي إحدى معجزات النبي الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء عليهم السلام. فالشجرة استجابت وأطاعت أمر رسول الله, انه أمر خارق
--------------------------------------------------------------------------------
معجزات النبي عليه الصلاة والسلام
[size=18]النبي محمد صلى الله عليه وسلم
معجزات مع النبات والحيوان والجماد
1. انشقاق القمر
قال تعالى:{ اقتربت الساعة وانشق القمر* وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم, وكل أمر مستقر*} القمر 1-3.
كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعلى الأنبياء جميعا, أن يتحملوا تبعات رسالاتهم, ومن تبعات هذه الرسالات ومسؤولياتها الشاقة هو جدل الكفار وطرحهم أسئلة تحتاج إلى إعجاز من الله سبحانه عز وجل, وكم أعطى الله عز وجل لأنبيائه من المعجزات والآيات, ومنهم موسى عليه السلام, فقد شق له البحر, وجعل عصاه ثعبانا ضخما يبطل سحر السحرة, ويزعج فرعون ومن معه, وجعل له الجبل يطير في الهواء.. وصالح الذي أتاه الناقة.. وغير ذلك.. وهنا نجد أن القرآن قد أورد كل هذه المعجزات في قصصه.
ومما روي أن أهل مكة شأنهم شأن غيرهم من الأمم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية أو معجزة, فأراهم عليه السلام القمر شقين!!
قال رجل اسمه مطعم من أهل مكة: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين أو جزئيين جزء على هذا الجبل, وجزء على هذا الجبل.
ترى ماذا قال الكفار عن هذه المعجزة العظيمة؟ أجعلتهم يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, أم يصرّون على كفرهم؟ لم يصروا على كفرهم فقط بل أنهم اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا حجتهم الواهية, قالوا: إن محمدا قد سحرنا!! ظنوا أن هذا سحر, ورفضت عقولهم الإيمان فنزل قول الله عز وجل:{ اقتربت الساعة وانشق القمر}.
2.الدعاء ونزول المطر
كانت مكة بيئة صحراوية لا ماء فيها ولا أنهار وتعتمد اعتمادا كبيرا على المطر, وكذلك كانت المدينة إلا أن المدينة كان بها بعض الآبار لكنها لم تكن تكفي إلا لشرب الناس فقط, ومن هذه الآبار "بئر حاء" الذي اشتراه أبو طلحة الأنصاري وأعطاه هديّة للمسلمين, وذلك عندما نزلت الآية الكريمة التي تقول:{ لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون}.
ومرت بالمدينة أيام أصاب المسلمين قحط شديد, بسبب قلة المطر, فدخل رجل المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يخطب في الناس, فظل الرجل يمشي حتى جاء في مواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم, وقال للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فادع لنا الله يغيثنا.
لقد طلب الرجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الغوث بالدعاء إلى أن ينزل الله المطر عليهم.
رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال:
"اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا". رواه البخاري.
كان أنس بن مالك في المسجد, مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة, فقال أنس والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيء, وما بيننا جبل سلع, وهو جبل داخل المدينة, فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس, فلما توسطت السماء انتشرت, ثم أمطرت, والله ما رأينا الشمس ستة أيام) ومرت الأيام الستة وفي يوم الجمعة التالي دخل رجل آخر من الباب نفسه الذي دخل منه الرجل في الجمعة السابقة, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس وقال الرجل للرسول:
يا رسول الله هلكت الأموال, وانقطعت السبل ادع الله أن يمسكها.
أي أن الأمطار, من شدتها, قطعت الطرق, وبدأت تؤذي الماشية والزرع, فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال:" اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال, ومنابت الشجر" تاريخ الطبري ج3 ص 71, سيرة ابن هشام ج3 ص 355, السيرة الحلبية ج3 ص 10.
والآكام التي يقصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث هي التلال الصغيرة المرتفعة. وما إن انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الدعاء المبارك حتى انقطع المطر وخرج الناس يمشون في الشمس.
وكانت هذه معجزة نزول المطر بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
]الماء ينبع من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الكثيرة الذي يدل على صدق نبوته ورسالته, فالإنسان يعرف دائما ويعقل أن الماء له منابع منها الآبار والأنهار, وفي هذه المعجزة يروي أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الماء كان ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال أنس رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد حانت صلاة العصر, والتمس الناس الماء للوضوء, فلم يجدوه, وكان عددهم قرابة ثلاثمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأتي رسول الله بماء للوضوء في إناء, فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء, وأمر الناس أن يتوضئوا).
يقول أنسفرأيت الماء ينبع من بين أصابعه, فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم) فسأل رجل أنسا راوي القصة فقال: كم كنتم يا أنس؟
قال أنس زهاء ثلاثمائة رجل.
هذه معجزة ظاهرة, لا يستطيع بشر أن يأتي بها, وقد اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي معجزة تدل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم, إذ شهدها الناس في مكان عام وبعدد كبير بلغ الثلاثمائة رجل تقريبا.
1. بئر الحديبية وفيضان الماء
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدا مكة لزيارة بيت الله الحرام, وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة, وكان رسول الله لا يبغي حربا ولا قتالا ولكنه دعا المسلمين للنصرة والنجدة ودعا من حوله من قبائل الأعراب خشية أن تعترضه قريش بحرب, أو يصدوه عن البيت , فتثاقل عنه الأعراب وقبائلهم, فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار, ومن لحق به من العرب ليس معهم من السلاح إلا السيوف في أغمادها وساق معه الهدي, وهو الماشية التي أراد إهداءها لمكة من النعم وأحرم بنيّة العمرة وهي الطواف والسعي بين الصفا والمروة فقط.
والفرق بين الحج والعمرة أن العمرة تجوز للإنسان في السنة كلها, بينما الحج له وقت معروف من السنة, مع زيادة بعض الأعمال.
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بأقصى الحديبية, وهي مكان أو موضع بينه وبين مكة مسافة قريبة, سميّت مرحلة واحدة من السير.
ولما علمت قريش اعترضت على دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ومنعته من ذلك وجاءت الأخبار تقول أن كفار قريش قتلوا الرجال الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستئذان في دخول مكة ومن بين هؤلاء عثمان بن عفان, فبايع المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم, عندما نادى المنادي قائلا: أيها الناس, البيعة البيعة! فثاروا إلى رسول الله, وهو تحت الشجرة فبايعوه على القتال حتى النصر, ولذلك فقد أطلق عليهم أهل بيعة الرضوان وأنزل الله فيهم قوله تعالى:{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} الفتح 18.
وفي هذا اليوم العظيم يوم الحديبية, حدثت معجزة عظيمة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم, فقد كان بالحديبية بئر ماء استطاع أصحاب أهل بيعة الرضوان وكان عددهم ألفا وأربعمائة رجل, استطاعوا أن ينزحوا الماء من البئر حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء واحدة, ولذلك فقد خاف الناس العطش من قلة الماء, فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجاء عليه السلام, وجلس على حافة البئر, فطلب قليلا من الماء فجيء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فتمضمض منه, ومجّ ما تمضمض به في البئر وأصحابه ينظرون.
وما هي إلا لحظات حتى بدأ البئر يضخ الماء فيعلو ويعلو فأخذ الناس يسقون الإبل والماشية ويشربون هم ويملئون أوانيهم بالماء, وأدوات حمل الماء عندهم, ونحن نعرف أن عددهم كان ألفا وأربعمائة رجل, وهم من الصالحين ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه عندما أطاعوا رسوله الكريم وبايعوه على التضحية بأرواحهم في سبيل دينهم ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت هذه معجزة وآية نبوية صادقة تدل على مكانة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه عند ربه, لأنه رسول الله حقا وصدقا..
2. انقياد الشجر له عليه السلام
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي مشهور يعرفه المسلمون جيدا, كان صادقا وفيا لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وها نحن نسمع هذه المعجزة التي رواها جابر بن عبد الله في صحيح البخاري ومسند أحمد, ترى ماذا قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه؟
قال: سرنا مع النبي صلى اله عليه وسلم حتى نزلنا واديا واسعا رحبا, فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته, فسرت خلفه, واتبعته باداوة فيها ماء, أو إناء فيه ماء, فنظر عليه السلام فلم ير شيئا يستتر به وإذا شجرتان بشاطئ الوادي, فانطلق عليه الصلاة والسلام إلى أحدهما فأخذ ببعض أغصانها وقال:"انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش ( أي الملجم بعود في عظم الأنف لينقاد به البعير) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعضا من أغصانها وقال:" انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما, وجمع بينهما أي جمعهما, وقال عليه الصلاة والسلام:"التئما عليّ بإذن الله" فالتأمتا.
قال جابر: فخرجت أعدو بشدّة مخافة أن يحس بقربي فيبعد, فجلست أحدث نفسي فحانت مني التفاتة, فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان افترقتا, وقامت كل واحدة منهما على ساق...
هده هي إحدى معجزات النبي الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء عليهم السلام. فالشجرة استجابت وأطاعت أمر رسول الله, انه أمر خارق